منذ أصبحت لدي عائلتي الصغيرة... وأنا أحاول أن أوازن بين طموحي اللذي لا يوقفه شيء، وبين ارتباطي بهذه العائلة.... فكنت دائما أسعى أن أحقق خطواتي داخل بلدي وفي أوقات غير أوقات حاجة أسرتي لي.... ولكن تشاء الأقدار إلا أن أخطو خطوة بعيدة وخارج بلدي.... لا أعرف كيف ترتبت!!!.... ولكنها لاقت مباركة أسرتي الصغيرة.... فالغالي بارك لي قبولي في جامعة الخليج العربي، وتحمس لدراستي هناك.... وأبنائي فرحوا لفرحي.... وشعروا بفخر أن أمهم ستواصل دراستها العليا.... وأمي فرحت وخافت بنفس الوقت.... لأنني لا زلت ابنتها التي لا تقبل لها أن تسافر لوحدها لخوفها عليها....على الرغم من أنني أصبحت أما
لا أتذكر مشاعري يوم سفري للبحرين.... ولكن أتذكر جيدا أول شخص تعاملت معه عند وصولي هناك.... أول إنسان كان بانتظاري.... د.رندة حمادة
عندما قابلتها.... لم يكن لقاء تعارف.... بل كأنه لقاء متجدد.... وكأنني أعرف هذه الإنسانة.... وكأنني قد قابلتها من قبل.... كان هناك ألفة سادت هذا اللقاء وكأننا قد التقينا كثيرا
حقيقة....تعودت على د.رندة.... ليس لأنها مديرة برنامج الماجستير....أو لأنها أستاذتي.... بل لأنها إنسانة، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى
أتذكر جيدا كيف كانت تجيب على سؤالي:"شلون عيالك؟".... كنت في البداية أسألها هذا السؤال من باب السلام العادي ، والسؤال عن أحوالها، وأحوال أسرتها.... وعادتي في السؤال عن أحوال من أمامي.... ولكن بعدها أصبحت أحب أن أسألها هذا السؤال.... لأن إجابتها عليه ممتعة جدا.... فكانت ترد عليه بكل حب وأمومة وتجاوب على سؤالي ك "أم عمر....وأم قدر ....وأم سمر"....وليس د.رندة....كنت أحس أنها تستمتع وهي تتكلم عن عمر وقدر وسمر....وكانت غالبا ما تذكر أحمد – د.أحمد – مثلما تحب أن تناديه، لأنه من الواضح أنه مشمول بهذا الحب الكبير.... وكثيرا ما كانت تدمع عينيها وهي تتكلم عن هذه الأسرة
أتذكر كلمتها التي كنت دائما أرددها دائما بنفسي:"" أحلى شي صار لي بحياتي أني أصبحت أم "".... كنت دائما أردد هذه الجملة بنفسي إلى أن سمعتها من د.رندة، ففرحت لأن هناك من يشاركني هذه الفكرة
عندما اتصلوا بي من البحرين لإبلاغي بالخبر المؤلم.... كنت أعيش بحزن شديد.... بسبب وفاة والدي الحبيب - رحمه الله – كنت قد قطعت اتصالاتي كلها.... وكنت أعيش باحساس فظيع بأنه لايوجد حزن أكبر من حزني ولا مصيبة أكبر من مصيبتي.... وأن الدنيا أظلمت بموت والدي.... فقدت أحساسي بكثير من المشاعر.... وانغمست بالحزن وكأنها نهاية الدنيا
ولكن عند سماعي للخبر.... لا أعرف كيف أصف شعوري
خبر هزني.... لفظاعته.... خبر أيقظ فيني مشاعر لا أستطيع أن أصفها.... خبر جعلني أتذكر وجه د.رندة.... وأتخيل حزنها ودموعها لأنني كنت أحس بمدى عمق حبها لسمر.... ودمعت عيني لأنني أحسست بمدى عمق حزنها لفراقها لهذه البنت
فلم أستطع أن أتصل لأقوم بواجب العزاء بنفس الوقت.... ولكن ما أن سمعت صوت د.رندة بعد فترة.... حتى تيقنت بمدى قوة إيمان هذه المرأة.... وتميزها.... ومدى عمق الحب الذي تحمله بقلبها الكبير لأسرتها
....لا أدري
هل أقدم عزائي لأسرة جميلة فقدت حبيبة من حبيباتها؟
أم أواسي أم فجعت لفقدها قطعة منها؟
أم أشارك أصدقاء عايشوا حادثة فظيعة فقدوا فيها صديقة وأخت؟
....أم
أم أهنيك يا سمر على هذه الثروة التي تركتيها في قلوب أحبابك؟
كثيرين من رحلوا عن هذه الدنيا.... وكلنا سنرحل.... ولكن من يستطيع أن يزرع هذا الحب قبل أن يرحل؟
من يستطيع أن يترك ذكريات بهذا الجمال؟
من يستطيع أن يقابل ربه وهو طاهر.... وصافي ؟
من يستطيع أن يجبر كل عين على البكاء عند ذكر اسمه؟
من يستطيع أن يجعل بلد بأكمله يترحم عليه، ويدعوا له؟
....سمر
أتذكر جيدا كيف كانت تجيب على سؤالي:"شلون عيالك؟".... كنت في البداية أسألها هذا السؤال من باب السلام العادي ، والسؤال عن أحوالها، وأحوال أسرتها.... وعادتي في السؤال عن أحوال من أمامي.... ولكن بعدها أصبحت أحب أن أسألها هذا السؤال.... لأن إجابتها عليه ممتعة جدا.... فكانت ترد عليه بكل حب وأمومة وتجاوب على سؤالي ك "أم عمر....وأم قدر ....وأم سمر"....وليس د.رندة....كنت أحس أنها تستمتع وهي تتكلم عن عمر وقدر وسمر....وكانت غالبا ما تذكر أحمد – د.أحمد – مثلما تحب أن تناديه، لأنه من الواضح أنه مشمول بهذا الحب الكبير.... وكثيرا ما كانت تدمع عينيها وهي تتكلم عن هذه الأسرة
أتذكر كلمتها التي كنت دائما أرددها دائما بنفسي:"" أحلى شي صار لي بحياتي أني أصبحت أم "".... كنت دائما أردد هذه الجملة بنفسي إلى أن سمعتها من د.رندة، ففرحت لأن هناك من يشاركني هذه الفكرة
عندما اتصلوا بي من البحرين لإبلاغي بالخبر المؤلم.... كنت أعيش بحزن شديد.... بسبب وفاة والدي الحبيب - رحمه الله – كنت قد قطعت اتصالاتي كلها.... وكنت أعيش باحساس فظيع بأنه لايوجد حزن أكبر من حزني ولا مصيبة أكبر من مصيبتي.... وأن الدنيا أظلمت بموت والدي.... فقدت أحساسي بكثير من المشاعر.... وانغمست بالحزن وكأنها نهاية الدنيا
ولكن عند سماعي للخبر.... لا أعرف كيف أصف شعوري
خبر هزني.... لفظاعته.... خبر أيقظ فيني مشاعر لا أستطيع أن أصفها.... خبر جعلني أتذكر وجه د.رندة.... وأتخيل حزنها ودموعها لأنني كنت أحس بمدى عمق حبها لسمر.... ودمعت عيني لأنني أحسست بمدى عمق حزنها لفراقها لهذه البنت
فلم أستطع أن أتصل لأقوم بواجب العزاء بنفس الوقت.... ولكن ما أن سمعت صوت د.رندة بعد فترة.... حتى تيقنت بمدى قوة إيمان هذه المرأة.... وتميزها.... ومدى عمق الحب الذي تحمله بقلبها الكبير لأسرتها
....لا أدري
هل أقدم عزائي لأسرة جميلة فقدت حبيبة من حبيباتها؟
أم أواسي أم فجعت لفقدها قطعة منها؟
أم أشارك أصدقاء عايشوا حادثة فظيعة فقدوا فيها صديقة وأخت؟
....أم
أم أهنيك يا سمر على هذه الثروة التي تركتيها في قلوب أحبابك؟
كثيرين من رحلوا عن هذه الدنيا.... وكلنا سنرحل.... ولكن من يستطيع أن يزرع هذا الحب قبل أن يرحل؟
من يستطيع أن يترك ذكريات بهذا الجمال؟
من يستطيع أن يقابل ربه وهو طاهر.... وصافي ؟
من يستطيع أن يجبر كل عين على البكاء عند ذكر اسمه؟
من يستطيع أن يجعل بلد بأكمله يترحم عليه، ويدعوا له؟
....سمر
رحمك الله وغفر لك.... وجعل مثواك الجنة انشاءالله.... وألهم والديك الصبر والسلوان
....أم عمر
....أم عمر
لا أستطيع أن أعبر عن ما يجب أن أقوله لك.... ولكن من أعماقي أقول لك : قلبي معك يالغالية .... والله يصبرك على فراق سمر.... ويبقيك لأحبابك.... ويبقي لك أحبابك ويبارك فيهم
مع كل حبي وعزائي
مريم القبندي
الكويت
No comments:
Post a Comment