هذه هي ابنتي سمر
سمر أحبت البحرين وكانت تخشى وداعها لسفر قصير
ودعت أترابها واحدة واحدة وأقرباءها بالرياض و كأنها تدري بالمصير
حتى عالي ودعتها وشربت فيها أخر عصير
وشاءت أن تموت على ارض الرفاع في شارع المحرق الكبير
أحبت التراث و التقاليد و اعتزت بأنها بحرينيه
أحبت الهيل و الزعفران و الزنجبيل و ماء اللقاح بالشاي و القهوة العربية
أحبت الهريس و المضروبة و البرياني و السفرة الخليجية
أحبت المشموم و دهن العود و العطور الذكية
سمرالنجمة التي أضاءت بنورها قلوب الجميع
سمر الرقيقة من حبها لنا اختارت الموت السريع
سمرا لوردة التي قطفت قبل أن تزهر بالربيع
و لكن عطرها فاح و طيب ألأذهان و ردد اسمها الجميع
تفانت بحبها للأصدقاء و كانت ملجأ لهم
و ملاذ لكل واحد وواحدة عند كل مأزق أوهم
كانت مرجعا في الرأي و الموسيقى و النغم
تميزت بخفة الدم و الذكاء و الحذاقة والتعبير بالقول والقلم
تميزت بالذوق الرفيع بشتى الصور
وعشقت الجمال و الكمال و الشروق و الغروب و البحر
عشقت بزوغ الفجر و طلوع الشمس و القمر
و تأمل الطبيعة عل شاطئ" الريتز كارلتون" لتمتع النظر
يا سمر كل رملة من رمال" الريتز كارلتون" تذكرك
يا سمر كل آلة من آلات" الجيم" مشتاقة إلى لمستك
الشروق و الغروب و الليل و النهار يسألون عنك
فكم من الساعات أمضيت هناك و بأترابك جمعتك
أحبت أول منزل لنا بالحد و ترنمت على ذكريات طفولتها
وتغنت بالحد في الشروق و الغروب و البحر وحوض جافها
لقبت نفسها بالباحثة عن الشمس لعشقها لها
هل توقف البحث يا قمري وقد دفنت بالحد و ثراها؟
سمريا ابنتي حملتك بأحشائي حتى الي قاعة الامتحان
لو طلبت النجوم او غيرهم لأتيت بهم لك من أي مكان
فراقك صعبا يا ملاكي فليصبرني القدير يا اعز إنسان
تمتعت بك ثمانية عشر عاما قصيرة و أنا شاكرة للرحمن
سمريا ابنتي أحملك اليوم في قلبي و عقلي و كل الكيان
شاكرة انه وهبني إياك و حفر ذكرك في قلوب الناس و اسمك يردده كل لسان
ابنة، تركت ذكراها بصمة وبسمة على الشفاه و الأذهان
و حنانها بعث الدفء للقريب و البعيد والجيران
ام سمر
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلفة
No comments:
Post a Comment