Saturday, December 22, 2007

مقالة


السؤال: هل تعتقد أن الرجل ينظر إلى المرأة بعين المساواة أم يعتبرها مخلوقا أقل شأنا منه؟أعط رأيك مبينا أهم جوانب هذه القضية
لو شاهدنا الأخبار أو قرأنا الجرائد سنرى أن الكثير من النساء أصبحن وزيرات أو أعضاء في البرلمان، وسفراء، الخ....إن العصر الذي نعيش فيه أعطى المرأة فرص كثيرة لكي تثبت قيمتها في المجتمع ولكن بالرغم من كل هذا، انه من المؤسف أن بعض أفراد المجتمع لا ينظرون إليها بالتقدير والاحترام الذي تستحقه وأن بعض الرجال لا يزالون ينظرون إليها كمخلوق أقل شأنا منهم. يا ليتنا نستطيع أن نقول أن هذه النظرة فقط موجودة في عالمنا ولكنها موجودة في عالم الخيال أيضا، عالم الكتب.إن الكثير من القصص تظهر المرأة كمخلوقا أقل شأنا من الرجل وتقلل من كرامتها وقيمتها.فيا ترى هل الرجل ينظر إلى المرأة بعين المساواة في القصتين "بقايا صور" لحنا مينة و"مدام بوفاري"لفلوبير؟
انه واضح كل الوضوح للقارئ إن الوالد في "بقايا صور"لم يحترم المرأة ولم ينظر إليها بعين المساواة.أولا، خيانته لزوجته تبين قلة احترامه لها.لقد خانها أمام الجميع غير مهتما بسمعتها ومشاعرها.فبالنسبة إليه المرأة موجودة لتلبي رغباته و ليس من واجبه مراعاة مشاعرها. كما أن خيانته توضح للقارئ عدم احترامه للمرأة بشكل أخر، فانه استغل تلك الأرملة وأقام علاقة معها لكي يلبي رغباته واحتياجاته. الوالد في "بقايا صور"أناني واستغل النساء بشكل مستمر لكي يرفه عن نفسه
أكبر دليل على نظر الوالد إلى المرأة كمخلوق أقل شأنا منه فرضه على بناته أن يعملن كخادمات غير مراعيا مشاعرهن ومستقبلهن وطفولتهن
أرسل الوالد بناته ليعملن كخادمات لكي تتحسن حالة الأسرة المادية. لقد ضحت البنات بطفولتهن لكي يرعوا العائلة وعشن معذبات لكي يساعدن العائلة فهل حياتهن أرخص أو اقل قيمة من حياة الوالد الذي لا يعمل ولا ينفق على عائلته؟ ويلاحظ القارئ أيضا إن الوالد لم يفرض على حنا مينة العمل، فيا ترى أين المساواة؟ الوالد عامل بناته كحيوانات واستغل حبهن للعائلة لكي يحصل على ما يريده
كان والد حنا مينة رجلا عابثا، خائنا، وزوجا وأبا سيئا للغاية، ولكن هل انتقده المجتمع؟هل فعل أحد شيئا؟لم يعترض أحد على الوالد لأنه "الرجل"، فيا ترى أين المساواة؟ لو كانت والدة حنا مينة الخائنة لأدانها الجميع ولو تطلعنا إلى القصة بعمق سنرى أن في الخاتمة خال الأم هو الذي أنقذ العائلة وليست امرأة مما يدل على نظرة المجتمع للرجل كمنقذ
إن رواية "مدام بوفاري" تظهر المرأة كمخلوقا أقل شأنا من الرجل.أولا ،لنأخذ عنوان هذه الرواية :لماذا لقبت أمية بمدام بوفاري؟
ألا تستحق المرأة أن يكون لها شخصية منفردة عن زوجها؟إن الرجل يتعالى على المرأة لدرجة انه يفرض عليها اسمه. أليس من حق المرأة أن يكون لها أراء وأفكار خاصة بها ؟
لو تطلعنا إلى خيانة أمية سنرى انه لا يوجد مساواة بين الرجل و المرأة. أولا، أراد فلوبير أن يدين خيانة أمية فنظم شخصيتها بطريقة تجعل القارئ لا يشفق عليها دون أن يظهر الأسباب التي دفعتها إلى الخيانة فربما كان شارل لا يقوم بواجباته الزوجية وقد يكون ذلك سبب رئيسي وراء خيانتها.القارئ يلوم أمية على خيانتها ولكن في الحقيقة اللوم لا يقع كليا عليها فان رودولف وليون شاركاها أيضا ولكن القارئ لا يلومهما لأنهما رجلان عازبان. إن رودولف وليون استغلا أمية مما يظهر عدم احترامهما للمرأة فلو كانا يحترمانها لاحترما أنها امرأة متزوجة واحترما أسرتها. إن انتحار أمية في خاتمة القصة تظهر ضعف المرأة مقارنة بالرجل، فأين المساواة؟ هل المرأة ضعيفة لدرجة إنها لا تستطيع أن تتعايش مع مصائبها؟فشارل لم ينتحر، بل مات من أسباب طبيعية. المرأة ليست ضعيفة لهذه الدرجة ولكن فلوبير أراد أن يظهرها بذلك الشكل
ان الروايتين "بقايا صور" و"مدام بوفاري"تدوران على فكرة الخيانة ولكن هناك فرق كبير بين خيانة والد حنا مينة و خيانة أمية. إن والد حنا مينة خان زوجته أمام الجميع لأنه كان يعرف ان المجتمع لن يدينه كونه رجلا.ولكن أمية أقامت علاقتيها مع رودلف وليون بالسر خوفا من انتقاد المجتمع لها . كما أن القارئ يلوم الأرملة على الخيانة ولكنه لا يلوم رودولف وليون. اللوم لا يقع كليا على أمية ولكن القارئ يلومها على كل شئ فقط لأنها امرأة
انه من المؤسف أن لا يوجد مساواة بين الرجل والمرأة حتى في عالم القصص.انه واضح أن والد حنا مينة في "بقايا صور" نظر إلى المرأة كمخلوق أقل شأن منه فانه عامل بناته بطريقة غير إنسانية و خان زوجته مما يظهر عدم احترامه لها. أما في "مدام بوفاري" إن المجتمع ينظر إلى أمية كمخلوق أقل شأن من الرجل ولامها كليا على خيانتها

سمر أحمد الأنصاري
الصف الحادي عشر

No comments: