سمر كتبت عن الشباب

انت كشاب شرقي عربياً كنت أم غير ذلك، أين تصنف نفسك مع الشباب الغربي؟ ثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً

منذ صغري والكبار فى السن يصرخون علي لو نطقت كلمة غير عربية. فى صغري، ظننت أنهم فعلوا ذلك ليحافظوا على لغتنا وتراثنا و شعبنا، ولكن الآن غيرت رأيي. إن بعض أولياء أمورنا و معلماتنا وأجدادنا، الخ لا يريدوننا أن نتحدث الإنجليزية لكي لا نصبح مثلهم. الكل ينظر إلى الغربي كالفاسق والغير مؤدبا. ولكن هل هذه النظرة صحيحة؟ يتميز الغرب في بعض الصفات الحميدة، وعلى الشرقي أحياناً أن ينظر إليهم كقدوة

للأسف الشديد، العرب لا يهتمون فى الثقافة والعلم كما كانوا بالسابق. فأصبحنا شعباً "كسولا"ً لا يهتم إلا بجيبه وبطنه. أما إخواننا في الغرب، فيتطوروا في شكل يومي ودائماً يقومون ببحوث واختراعات جديدة. ولهذا السبب أقتدي بهم بالنسبة للثقافة. أذهب إلى مدرسة قائمة على نموذج المدارس الأمريكية، وأتعلم كل ما يتعلمونه. فأنا ثقافياً مثلهم ، والحمد لله على ذلك لأنني لا أريد أن أكون على مستوى ثقافة عاليه. أن العرب يفتخرون فى ثقافتهم السابقة فى العهد العباسي ولكنهم يجهلون كسلهم الحاضر. لذا افتخر أن أكون على نفس مستوى الثقافة الأمريكية. ولكن بالرغم من ثقافتنا المتشابهة، أنا لا أفكر مثلهم تماماً

قبل ما أقوم بعمل ٍ ما، أفكر في الشيء من الجهة العلمية والثقافية وأيضا أفكر بتأثيره على مجتمعي وشعبي وتقاليدي.وعلى سبيل المثال، تعلمت فى حصة الأحياء أن النبيذ صحي ويساعد على محاربة أمراض القلب، فمن جهة علمية أوافق عليه، ولكن أعرف أن الشريعة الإسلامية تحرم شرب الخمر القليل أو الكثير منه، ولا أوافق على الغرب من هذه الناحية. وفى آخر الأمر لا أوافق على شرب الخمر لتمسكي في ديني وقيمي الاجتماعية
الإنسان قطعة من طين تشكله البيئة التي يربى فيها. نعم، ثقافتي متشابهة لثقافة الغربيين، ولكنني لست متشابهة معهم من ناحية اجتماعية كلياً. انني أفعل الكثير مثلما يفعل المراهقون في الغرب ولكن أضع لنفسي حدوداً وهذه الحدود وضعت لأسباب دينية، اجتماعية ونفسية. مثلاً، أذهب إلى السينما مع صديقاتي كما يفعلون فى الغرب، ولكن لن أذهب إلى السينما وحدي مع صديق. لا أفعل هذا احتراماً للمجتمع الذي أعيش فيه، ولوالديّ، ولديني الحنيف

ومن ناحية أخلاقية أرى نفسي متشابهة مع الغربيين، لأن معظمهم يتبعوا الديانات السماوية، وكل الديانات السماوية تقوم على نفس المبادئ والقيم. أعرف أن الكثير من الأجانب يجهلون مبادئ ديانتهم، وأنا لا أقارن نفسي بهم، ولكن لا أجد فرق شاسع بين أخلاق مسلم متمسك بدينه ومسيحي متمسك بدينه

إن الغربي ليس شيطاناً كما يعلموننا. فهو إنسان لدية صفاته الطيبة وصفاته السيئة، فعلينا أن نختار الصفات الحسنة ونقتدي بها ونهمل صفاته السيئة وغير المشرفة


سمر الانصاري
3-11