يقولون لي

يقولون لي

يقولون لي" لماذا كل هذه الصور والأشياء التي تعملين؟ِ

"لماذا تعذبي نفسك وتريدي دوماً أن تتذكرين؟

"وأقول لهم" لا أريد أن أنسى ولن أنسى مع السنين
ويأكدون لي بأن الزمن خير دواء ومع الأيام ستنسين
مع الأولاد والأصدقاء والأهل والعمل ستلهين
"وأقول لهم" هل تنسى الأم ان فقدت الجنينِ؟
فكيف أنسى و قد فقدت وردة بعد ثمانية عشر عاماً كاملين؟
كيف وفقدت ياسمينة عطرت أهل البحرين الطيبين؟
كيف وقد فقدت قطعة مني وبتر من جسدي عضواً ثمينِ؟
وأحدث رحيلها فجوة في قلبي كلما التفت شمالاً ويمين
كيف وقد غدا بيتنا كئيبا وكل فرد منا حزينِ؟
وأباها وأخوتها يتعذبون، لكن أمامي غير ُمظهرين
"ويقولون لي "كل البحرين تألمت لفراقها لست وحدك تتألمين

أقول " أعلم، ولكن ليس لها أماً غيري عند رب العالمين
ولا أنكر أن الفراق عَمَ الأهل والأصدقاء وجميع المحبينِ
"ولكنني الأم الثكلى التي بكل نظرة ونبضة قلبٍ تشعر بالأنينِ

كل هذا الحزن لا يعني بأننا بحكم الله غير راضيينِ
ولكن الفراق صعب فكيف إذا فارق الأحباء مسرعين؟
"كيف؟ والسفر طويل، وانتظار اللقاء يحدده أكرم الأكرمينِ
"يقولون "هي ليست وحيدتك، عندك غيرها أولاداً ستتصبرينِ

وأقول "أولادي عمر وقدر، حياتي، ولكن لا أحد يحل محل الغائبينِ
أولادي كنزي، فكيف إذا واحدا منهم أصبح من المفقودينِ؟

"أولادي بهجتي وهدف حياتي، فكيف إذا أصبح واحداً منهم من الراحلينِ؟

....حياتنا لم تعد مثل الأول ِ، حتى ونحن صابرينِ

....حياتنا لم تعد مثل قبلٍ ٍ، حتى ونحن مؤمنينِ

....حياتنا لم تعد مثل الأول،ِ حتى و لو سلمنا أمرنا لرب العالمين

....حياتنا لم تعد مثل قبلٍ ، حتى ونحن لله دوماً حامدين

أم سمر
©جميع الحقوق محفوظة للمؤلفة