Saturday, November 04, 2006

مَنْ يا سمر؟

مَنْ يا سمر؟

لماذا يا حبيبتي سمر ذهبِتِ و تركتيني؟
وعند درج المنزل لم أعد أراكِ تنتظريني؟
مَنْ يا سمر عند عودتها إلى البيت ستُناديني
و تبحث عني في كل غرفةٍ لتراني أو تُريني؟

مَنْ يا سمر ستتصل بي بالعمل مَراتٍ و مراتٍ لتحاكيني؟
و كنت تستفسرين إذا مشغولة أو باجتماعٍ كي لا تزعجيني
و تخبريني خبرًا أو سؤالا أو عن موعدِ رجوعي تسأليني
أو عن يومك و برامجك مع الأصدقاء أ و مشاريعك ُتعلميني

مَنْ يا سمر ستسألني" أمي صليتِ أم سَتُصليِنِِ؟
"أأصلي وحدي أم نصلي معاً لربِ العالمين؟
وإن ُكنتُ صليتُ، إلى غرفتي سجادة صلاتك تحملينِ
وأقولُ لك "هل غرفتي مسجداً أم لماذا هنا تسجدينِ"؟

كم يا سمر جلست معي لتحدثيني
و لنخطط معا للجامعات وبالمستقبل كنا منشغلينِ
و عما جرى بيومك أو همومك الصغيرة تشاركيني
وعن صديقاتي و أحوالي و يومي تستفسرينِ

كَمْ يا سمر أحببتِ الدخول إلى المطبخِ لتُساعديني
وكم مرةٍ أعددتِ كعكةً أو فطيرةً أو سلطةًً لتفاجئيني
وكم مرةٍ أعددتِ مزيحاً جديداً من العصائر لترويني
و لم نأكلْ ألذ من "الأومليت" والساندويتشات التي كُنتِ تَعدينِ

مَنْ سيقولُ لي " أمي إسمعي حجتي قبل أن توبخيني؟
"وإن وجدتنني مخطئةً لك الحق أن تؤنبيني
"وقصاصاتُ الورقِ التي كنتِ تكتبهاِ وأنت صغيرةً " أمي سامحيني
وتضعيها على وسادتي طالبة الرضا إن شعرت بأنك ضايقتني

كم كنتِ تجلسين في غرفتي لنتحادثُ و تستشيريني
وعندما أبديَ تأثري على فراقِ عمرٍ و قدرٍ تواسيني
و كم أقلقك السفر للدراسة فوحدتي كنت ترهبينِ
وإذا رأيتنني أعملُ لساعةٍ متأخرة كنت تعاتبيني

سنتان بقينا سويا بعد سفر إخوتك للدراسة تونسيني
ومرارا ذهبنا إلى مجمع السيف حتى تشترينِ
وللذهاب معك إلى دار البارحِ أو كوكوز تناشد يني
"أو إلى نزهةٍ في السيارةِ تقولين" هيا أمي خذيني

كم ذهبنا إلى الجزيرةِ لشراء الأغذية سوياً لتساعديني
أو تقولين" أمي، سأذهب لوحدي لا تتعبِ نفسك و ترافقيني
"سأجد لك كل شيء كتبته على الورقة صدقيني
و كنت بارعة فتشترين كل ما أريد و قلما تخطئينِ

كم كانت عيناك ُمعبرة و تتكلمُ قبل لسانك و بها أحيانا تعانقيني
وإذا مرضتُ تخافينَ علي وتطلبين من القدير أن يشفيني
و تنظرين إليَ بحزنٍ و كم كنت تتأثرين
وبأسلوبك الخاص تحاولين فعل أي شيئًاً لتداويني

وإذا رأيتني جالسة وحدي، للخروج من المنزل تحثيني
فأقولُ لكِ" سعادتي أن أبقى بالمنزل "و كم كنت تستغربينِ
"تقولين "أنا بغرفتي مشغولة بالدراسة فلماذا هكذا تفعلين؟
"أردُ عليك قائلةًً" لن أخرج من المنزل إلا إذا كنت ستخرجينِ

وسجادة الصلاة إن غيرتُ مكانِها من على الكرسي تعاتبيني
وأجمل الأغاني يا الغالية كنت تحبين أن تُسمعيني
"أمي أنصتِ إلى الكلماتِ ا لجميلةِ و رأيك خبريني"
ولا أنسى حزنك على ِذكرى و على صوتها كم كنت ُتطربينِ

من يا سمر، سيأكل فطيرة التفاح التي قلت لي" أطعميني
"وأعديها لي قبل سفري أمي، أوعديني
و كم ألححت على شراء تذكرة السفر مبكرًة لتسافرينِ
و عن الحقائب و عددها و الوزن الإضافي كنتِ تقلقينِ

و أخر يوم عن دموعي يا سمر كنت تسأليني
"و قلت لك بعد إلحاحك" إن فراقك للجامعة يبكيني
فضحكت و قلت" أمي الوقت أمامنا، فأنت إلى انجلترا ستأتينِ
"وسيمر الوقت سريعا وترين عمر و قدر و تريني

كلها بضع ساعات يا سمر، رحلت، و تركتيني
و أباك وأخاك وأختك وأحباءك الكثيرينِ
آه يا سمر، كم أفتقدك يا نور عيني
وأدعو أن تكوني بالجنة عند الرحمن لنا تشفعينِ

أم سمر

©جميع الحقوق محفوظة للمؤلفة

2 comments:

Anonymous said...

رحمك الله يا سمر و أصبر قلوب والدك و والدتك. صعب جداً أن تفقد أنسان عزيز عليك .. فما بالك بأن الراحل هو فلذة كبدك

بحريني

Anonymous said...

لقد أبكتني كلماتك المؤثرة النابعة من قلب الأم المحبة ...

كم هي محظوظة هذه السمر ليكون عندها أم تدعو لها و هي في مثواها الأخير ..

ادعي لها يا أم سمر و ارضي عنها و سامحيها عن كل شي ليكون مثواها الجنة إن شاء الله ...

الفااااتحة لروح المرحومة سمر و لأرواح جميع المؤمنين و المؤمنات ..