تقولي لي بأنني تغيرت

تقولي لي و كثيرا ما قالوا بأنني تغيرت
"وتسأليني "هل أنت حقا من عرفت؟
نعم، وجهي يبدو وكأن سنين من العمر سرقت
وعيوني ذبلت ولم تعد تشع نورا كما عهدت
والحزن يكسوني من رأسي، يا من أحببت
أنت تدرين بي وبالمصيبة التي بها ابتليت
وتعرفين بأن الحبيبة الغالية، سمر فقدت
ابنتي التي تسع أشهر، شهر بعد شهر حملت
وثمانية أشهر حليبا وحبا وحنانا أرضعت
ابنتي كي تنام أجمل الأغاني، لها غنيت
ومع كل خطوة من خطواتها، مشيت
وكل حرف من الحروف علمت
ولكل فرحة من أفراحها فرحت
وكل دمعة من دموعها مسحت
ابنتي التي لكل حزن من أحزانها، حزنت
ولكل ألم من آلامها تألمت
وإذا مرضت لله تضرعت
وداويتها بقبلاتي وإلى صدري حضنت
ابنتي التي أجمل أوقات عمري، معها قضيت
وكل وقتي لها ولأخوتها وهبت
و إن تمنت شيئا، أحضرته إن استطعت
وأجمل الهدايا دون مناسبة لها أهديت
و كل ما هنالك من حب لها أعطيت
والتي على الاستقامة والنزاهة ربيت
وأجمل أيام حياتي معها أمضيت
وأحلام المستقبل لها بنيت
ابنتي، صديقتي، لم أشبع منها، لا ما اكتفيت
رحلت بغمضة عين، ليتني أنا التي رحلت
صدقيني ما أ ظهره من حزن، أضعافه أخفيت
وألمي لن أستطع وصفه لك مهما وصفت
والعبرات التي ترينها، سيلا منها في أحداقي دفنت
!ولأجل الآخرين، كم بسمة على شفتي رسمت
يا رفيقتي، الحزن امتص الرونق مني فذبلت
وأصعب درسا من دروس الحياة تعلمت
وأعسر امتحانا من امتحانات الدنيا واجهت
و بحكم الله ومشيئته رضيت
أتتعجبين بعد كل ما حصل لي، لماذا تغيرت؟
©رنده ربحي حماده
(أم سمر)
جميع الحقوق محفوظة للمؤلفة 2008