...ابنتي الحبيبة الغالية سمر
اثنتا عشر عاما مضت يا غاليتي ولم تستطع السنين أن تطفئ النار المشتعلة في قلبي وأنا على يقين بأن هذه النار ستبقى متأججة للرمق الاخير من عمري. استيقظت هذا الصباح والدموع تخنقني... بكيت بحرقة والم وانهمرت عبراتي على خدي كزخات مطر شهر كانون وكم حاولت ان اكتمها ولكنها تمردت ولم أستطع مقاومتها فاستسلمت لها. ساعات تفرقني بين الرابع من سبتمبر، اليوم المشؤوم الذي غير حياتي وادخل الحزن الذي ما بعده حزن اليها. سيأتي مرة اخرى أصعب وأسوأ يوم في السنة يا أعز الناس لا محالة حاملا في طياته الذكرى الأليمة والأحاسيس الموجعة. سنوات تمر يا غاليتي وأيلول بعد أيلول يأتي دون سماع صوتك العذب يناديني أو نظرة من عينيك الجميلتين أو لمسة من يديك الناعمة كالحرير تلمس يدي
اشتقت اليك يا ابنتي...اشتقت اليك يا صغيرتي... اشتقت اليك يا حبيبتي...اشتقت اليك يا أغلى الناس. مهما كررت كلمة اشتقت اليك فانها لا تعبر عن اشتياقي ولا تفي بوصف مشاعري ولهفتي. أبوح بشوقي وحنيني لوسادتي التي تسمع انين وصرخات قلبي وتوسلات أهاتي وتشهد على أرقي وتشعر بخوفي من قدوم هذا اليوم الذي غير حياتي. وسادتي هي صديقتي الوحيده التي استطع أن أتطفل عليها وأفرض عليها سماع شكواي
كم أخشى يا حبيبتي من عودة الرابع من سبتمبر ولقد بدأ العد التنازلي لهذا اليوم المشؤوم وأشعر بالألم الحاد يمزقني ويؤلم كل شئ بي. هذا هو قدري أن أعد الرابع من سبتمبر تلو الاخر حتى نلتقي عند الباري عزوجل. لقد مات الكثير مني مع وفاتك وأخذت معك قطعة من قلبي ولكن رغم جروحي وألمي فإن رب العالمين ياحبيبتي أنعم علي بنعمة الصبرلأجل اخيك واختك الغاليين فكانوا السلوان والعزاء ولولاهم لما كنت لأحيا بعد فراقك
أحاول ان استذكر هذه السنوات التي مضت بعد رحيلك و ما مر منها من احداث كنت اتمنى ان تشهديها اهمها تخرج اخويك من الجامعة وزواج اخيك وولادة الحبيب الغالي فيصل. انعودة الرابع من سبتمبر هذا العام مختلفه عن غيرها يا غاليتي فأمك الان جده للحبيب فيصل، حفظه الله لي. اتى فيصل بلسما لروحي الحزينه ولفؤادي الجريح. سيكبر ابن أخيك بإذن الله وسأحدثه عنك، عن عمته الملاك الطاهر التي تحيا معنا في قلوبنا ولاتفارقنا والتي حتما ستحيا في قلبه الحبيب
كل الحب
أمك