منذ بداية الدهر الى الآن تعريفنا لواجبات الأب لم تتغير، فالأب يعرف برب الأسرة الذي يصرف على عائلته و يحميها. ربما يكون قد تغير تعريف الأب عبر السنين نتيجة التطور فى حركة المرأة، ولكن أساس تعريف الأب لا تزال تقوم على الحماية والصرف. ربما علينا تغيير تعريفنا للأب لأن هناك الكثير من الآباء اللذين لا يستطيعوا ان يتحملوا المسؤولية. المجتمع يتوقع من الوالد، أن كان مسؤولاً أو غير مسؤولاً، ان يقوم بهذا الدور المتطلب، فعندما الأب الغير المسؤول لايلبي احتياجات عائلته لأسباب شخصية، تكون النتيجة الهلاك للعائلة. فى هذا الوضع العائلة تدفع العائلة ثمنا باهظا و قاسيا نتيجة أسباب اللأب الشخصية. فى الرواتيين طرطوف لمولير و بقايا صور لحنا مينة نرى ابوين مهملين لعائلتيهما، و لكن قد تكون طريقة الاهمال. فما ماهي نتيجة اهمال الوالدين فى الرواتيين؟
طرطوف تحكي قصة عائلة ارستقراطية فرنسية يرأسها الوالد اورغون الذى خدعة رجل دين يدعي طرطوف. تبدأ القصة بحوار ساخن بين مدام برنيل، والدة اورغون، وأفراد اسرة اورغون حيث شنت هجوما عنيفا عليهم لانهم لم يروا طرطوف فى نفس الطريقة التى كانت تراه بها. فكانوا يرونه كمنافق ودجال ونذل، أما برنيل فكانت تراه فى غاية النبل والقداسة. كان اورغون خارج البيت أثناء الشجار فلما عاد الى البيت و سأل عن طرطوف قيل له ان زوجته مريضة ولكنه لم يهتم واستمر فى اسئلته عن طرطوف. دون مشاروة ابنته ماريان، قرر اورغون أن يزوج ابنته لطرطوف رغم انها كانت شبه مخطوبة لحبيبها فالير. غضب فالير كثيراً لاعتقاده ان ماريان كانت موافقة، وبعد حوار ساخن تصالح الحبيبان بمساعدة الخادمة دورين. في الحقيقة كان طرطوف يحب زوجة اورغون المير، فعندما سمع داميس، ابن اورغون، طرطوف يتغزل بزوجة والده، أخبر أبيه عما سمعه، ولكنه لم يصدقه اورغون وطرده من البيت. ليطيب خاطر طرطوف، كتب اورغون كل مايملكه باسم طرطوف. خططت المير بأن تفضح حقيقة شخصية طرطوف، ونجحت خطتها التي كانت نتائجها غضب اورغون من طرطوف وطرده من البيت. ولكن طرطوف ذكره بأن البيت أصبح ملكه. فى نهاية الأمر، قبضت الشرطة على طرطوف وعرفت حقيقة أمره
اهمال اورغون لعائلته ووضع كل اهتمامه بطرطوف كان فيه ظلم لعائلته المسكينة. أولاً، اهمال اورغون لعائلته كان له نتائج سلبية على زوجته. فعندما رجع اورغون الى منزله لم يهتم بزوجته المريضة بل شغل نفسه بطرطوف. ربما لم تكن المير مريضة جدا ولكن تجاهل الزوج لزوجته له تأثير سلبي على نفسية الزوجة، فتشعر الزوجة بالاحباط لعدم اهتمام الزوج بها وقلة قيمتها عنده. ثانياً، شدة اهمال اورغون لعائلته اتاحت لطرطوف استغلال الفرصة للتحرش بالمير! ان هذه الجرأة في التحرش بالمرأة المتزوجة تأتي عندما يشعر الرجل بأن الزوج ساذج لدرجة انه لن يكشف نواياه، فطرطوف تغزل بأمرأة اورغون و هو مرتاح البال غير قلق لعلمه أن اورغون يثق به ولن يشك فى امره لشدة اعجاب اورغون به . اورغون لم يفكر في راحة زوجته و عائلته، فأسكن غريباً فى بيته واعطاه الحرية الكاملة. المير المسكينة دفعت الثمن، فكبرياؤها انجرح و كرامتها خدشت. اورغون هو السبب الغير مباشر لتحرش طرطوف بزوجته، وهو الذى يستحق اللوم. بالضافة إلى ذلك، اورغون لم يصدق ابنه داعيس عندما اخبره عما سمعه. اورغون لك يكن قادرا بأن يرى طرطوف كخائن لكنه استطاع ان يكذب ابنه، و يقسى عليه، و يطرده من البيت، ويقلل من قيمته. ولكن اللوم لايقع بأكمله على طرطوف، بل على اورغون الذى راعى مشاعر طرطوف بدلاً من مراعاة مشاعر ابنه. لم يكن داميس وحده ضحية اهمال والده، فماريان كانت ضحيه ايضاً حيث أن والدها قرر ان يزوجها لطرطوف دون ان يسألها، فاستهان رغباتها وأراد أن يغصبها على الزواج. فاورغون ولد المشاكل بين ماريان وخطيبها، وكادت ان تنتهي علاقتهما لولا مساعدة دورين، فقد كانت ماريان ستدفع ثمن اعجاب والدها بطرطوف. و اكبر أخطاء أورغون انه كتب كل مايملكه باسم طرطوف، فكانت العائلة بأكملها ستخسر كل شيئ. أن كل أفعال اورغون لها تأثير مباشر على عائلته، فانه المسؤول الأول عليهم، و لأجل ارضاء شخصاً قريباً لقلبه، اهمل عائلته، و اخفق فى اداء دوره كأب مما كان له الأثر السلبي على الأسرة بأكملها
بقايا صور هي سيرة ذاتية لحنا مينة تحكي عن طفولته المعذبة والفقر الشديد الذى كانت تعاني منه عائلته. انتقلت اسرته من بلداً الى آخر بحثاً عن لقمة العيش. وضع الأسرة المعيشي كان سيئا للغاية اذ كانوا يقطنون بمنزل بسيط ذو غرفتين، واحدة تجمع افراد العائلة والأخرى الحيوانات. و لم يكن باستطاعتهم ان يلبوا احتياجاتهم اليومية، فقد امضوا اياماً يتضورون جوعاً لعدم ايجادهم للقمة واحدة تسد جوعهم. حالة العاثلة الرديئة دفعت اخوات حنة منية للعمل كخادمات مما ادى الى تفرق الأسرة حيث كان والده يعيش حياة عابثة ، فانه لم يشعر بالمسؤولية اتجاه عائلته فقد وظيفة تلو أخرى مما اضطر عشيقته وقريب لهم مد يد المساعدة للأسرة
ان اهمال الوالد لأسرته في بقايا صور كان له نتائج وخيمة حيث جمع الوالد في شخصيته صفات عدة تؤول دون قيامه بدور الأب حسب المتعارف عليه، فكونه سكيراً، عابثاً، وأنانياً أدى إلى تقصيره فى دورة الأبوي حيث كان غير مسؤولاً اتجاه عائلته. انتقل الوالد من وظيفة إلى أخرى هرباً من المسؤوليات التى فرضتها تلك الوظيفة عليه. مثلاً، عندما كان يعمل عند المختار، وجد العمل متعباً فتركه دون التفكير بعائلته التى كانت تتضور جوعاً، بل غلبت عليه الأنانية. و هذا التصرف نتج على دفع زوجته اعالة العائلة بدلاً منه رغم ان هذه المسؤولية هي مسؤولية الأب فى الدرجة الأولى. ان عدم التزامه بالعمل كان واضحاً حيث كان يترك وظيفة تلوى الأخرى اذا اصابه الضجر دون التفكير بالعواقب، كما انه غادر البلدة عدة مرات تاركاً وراءه اسرة محتاجة و اجبر الوالد ابنتيه الصغيرتين على العمل فى بيوت الناس كخادمتين، فتحملتا مسؤولية توفير لقمة العيش بدلاً منه حيث امضى وقته بالسكر والعربده و قد اضطرت احدى ابنتيه العمل خارج البلدة التي يقطنون بها. ان اجباره لابنتيه على العمل فى سن مبكر سلب منهما الشيئ الوحيد الذى امتلكتاه وهو الألتفاف الأسري حول الأم. ان عدم اداء الأب لدوره ادى إلى حرمان أولاده من التمتع بطفولتهم البريئة و دفعهم لتحمل المسؤولية فى عمر مبكر. ان خطورة هذا الحرمان عالية حيث ان الطفولة لاتعوض، الساعة لاتعيد الزمن، وتجاوز هذه مرحلة الطفولة دون عيشها لها عواقب مستقبلية. الوالدة دفعت ثمناً عالياً نتيجة تصوفات زوجها، فاضافه إلى قيامها بدور الأب والأم فى آنٍ واحد، عانت الوالدة نفسياً، و اجتماعياً، واقتصادياً. و كثرة معاشرة زوجها للنساء أمام عينيها و على مرآة من المجتمع زاد في معاناتها. فاضافة الى تلك المعاناة عاانت أيضا من الناحية الاقتصادية ومن وحدة الفراق. جرح كبرياءها وانهدمت حياتها الزوجية ، فكان عليها ان تتعايش مع خيانة زوجها المهينة لكبرياؤها. كتابة حنه مينة لسيرته الذاتية اثبات قاطع لمدى التأثير العميق لتصرفات والده عليه وعلى اسرته بأكملها
تصرفات اورغون ووالد حنا مينة كان لهما أثر على عائلتيهما ولكن تصرفات الوالد فى بقايا صور كان لها الأثر الأبلغ حيث ان العائلة كانت تتعذب نتيجة اهماله. لم تستطيع عائلة حنا مينة تحمل تكاليف الحياة، فدفع كل فرد بدموعه ودمه وعرقه ليحييوا نتيجة انانية والدهم. أما فى طرطوف، لم تكن النتائج كارثية لهذا الحد. أولاً، مساعدة المير ودورين والشرطة منعت تحول تهديدات اهمال الوالد الى حقائق. كادت عائلة اورغون ان تخسر كل شيئ ولكن هذا لم يحدث نتيجة مساعدة المير والشرطة. و كادت ماريان ان تخسر خطيبها، ولكن دورين منعت حصول ذلك. فى بقايا صور، نرى ايضاً ان العائلة تطلعت الى اشخاص اّخرين للمساعدة، ولكن هذا لم يوقف من عذاب العائلة بل خففه. بالرغم من اهماله الرجلان لعائلتيهما، ان اورغون والوالد شخصيتان مختلفتان كلياً. اورغون اهمل عائلته لشدة سذاجته وطيبة قلبه، فانه كان يهتم بطرطوف ويشبه كأنه ابنه. ولكن هذا ليس عذراً لاهمال العائلة. اهمال اورغون لعائلته لم يكن مقصودا، بل نتج عن استغلال طرطوف لطيبة اورغون وضعف شخصيته. أما فى بقايا صور، اهمال الوالد كان متعمداً، فأنانيته جعلته لا يفكر في مصلحة أحد سواه. أننا لانستطيع ان تلقب اورغون بأناني لأنه اهتم في مصلحة طرطوف رغم انها كانت على حساب مصلحة عائلته. في نهاية القصة، ادرك اورغون اخطاءه، ولكن لا نستطيع قول نفسي الشيء عن والد حنا مينة. رغم ان اصابع الاتهام تتجه نحو والد حنا مينة على الوضع الذى كانت الأسرة عليه الا أن الوضع الاقتصادي والسياسي فى تلك الفترة لاشك أنه لعب دوراً فى رداءة حالتهم الاجتماعية. فى المقابل، ماجرى لأورغون يؤول لسذاجته فقط دون أي تأثير خارجي
يجب أن لا نلقب كل من ينجب أطفالا نستطيع ان نلقبه بالأب، فالأب هو الذى ينجب و يربي و يحمي أولاده، ويصرف عليهم. ليس كل رجلا قادراً على تحمل هذا الدور و القيام بواجباته، فربما يجب على هؤلاء ان لا ينجبوا لكي لا يتعذب أولادهم و يدفعوا الثمن.في الروايتين، نتج اهمال الوالدين بالتفكك الأسري و بعض العواقب الاجتماعية و الاقتصادية. نرى أن اورغون كان افضل كوالد من والد حنا مينة ولكنه بنفس الوقت لم يكن والداً جيداً. أما والد حنا مينة، فانه يحوز على جائزة اسوأ أب
سمر الأنصاري
طرطوف تحكي قصة عائلة ارستقراطية فرنسية يرأسها الوالد اورغون الذى خدعة رجل دين يدعي طرطوف. تبدأ القصة بحوار ساخن بين مدام برنيل، والدة اورغون، وأفراد اسرة اورغون حيث شنت هجوما عنيفا عليهم لانهم لم يروا طرطوف فى نفس الطريقة التى كانت تراه بها. فكانوا يرونه كمنافق ودجال ونذل، أما برنيل فكانت تراه فى غاية النبل والقداسة. كان اورغون خارج البيت أثناء الشجار فلما عاد الى البيت و سأل عن طرطوف قيل له ان زوجته مريضة ولكنه لم يهتم واستمر فى اسئلته عن طرطوف. دون مشاروة ابنته ماريان، قرر اورغون أن يزوج ابنته لطرطوف رغم انها كانت شبه مخطوبة لحبيبها فالير. غضب فالير كثيراً لاعتقاده ان ماريان كانت موافقة، وبعد حوار ساخن تصالح الحبيبان بمساعدة الخادمة دورين. في الحقيقة كان طرطوف يحب زوجة اورغون المير، فعندما سمع داميس، ابن اورغون، طرطوف يتغزل بزوجة والده، أخبر أبيه عما سمعه، ولكنه لم يصدقه اورغون وطرده من البيت. ليطيب خاطر طرطوف، كتب اورغون كل مايملكه باسم طرطوف. خططت المير بأن تفضح حقيقة شخصية طرطوف، ونجحت خطتها التي كانت نتائجها غضب اورغون من طرطوف وطرده من البيت. ولكن طرطوف ذكره بأن البيت أصبح ملكه. فى نهاية الأمر، قبضت الشرطة على طرطوف وعرفت حقيقة أمره
اهمال اورغون لعائلته ووضع كل اهتمامه بطرطوف كان فيه ظلم لعائلته المسكينة. أولاً، اهمال اورغون لعائلته كان له نتائج سلبية على زوجته. فعندما رجع اورغون الى منزله لم يهتم بزوجته المريضة بل شغل نفسه بطرطوف. ربما لم تكن المير مريضة جدا ولكن تجاهل الزوج لزوجته له تأثير سلبي على نفسية الزوجة، فتشعر الزوجة بالاحباط لعدم اهتمام الزوج بها وقلة قيمتها عنده. ثانياً، شدة اهمال اورغون لعائلته اتاحت لطرطوف استغلال الفرصة للتحرش بالمير! ان هذه الجرأة في التحرش بالمرأة المتزوجة تأتي عندما يشعر الرجل بأن الزوج ساذج لدرجة انه لن يكشف نواياه، فطرطوف تغزل بأمرأة اورغون و هو مرتاح البال غير قلق لعلمه أن اورغون يثق به ولن يشك فى امره لشدة اعجاب اورغون به . اورغون لم يفكر في راحة زوجته و عائلته، فأسكن غريباً فى بيته واعطاه الحرية الكاملة. المير المسكينة دفعت الثمن، فكبرياؤها انجرح و كرامتها خدشت. اورغون هو السبب الغير مباشر لتحرش طرطوف بزوجته، وهو الذى يستحق اللوم. بالضافة إلى ذلك، اورغون لم يصدق ابنه داعيس عندما اخبره عما سمعه. اورغون لك يكن قادرا بأن يرى طرطوف كخائن لكنه استطاع ان يكذب ابنه، و يقسى عليه، و يطرده من البيت، ويقلل من قيمته. ولكن اللوم لايقع بأكمله على طرطوف، بل على اورغون الذى راعى مشاعر طرطوف بدلاً من مراعاة مشاعر ابنه. لم يكن داميس وحده ضحية اهمال والده، فماريان كانت ضحيه ايضاً حيث أن والدها قرر ان يزوجها لطرطوف دون ان يسألها، فاستهان رغباتها وأراد أن يغصبها على الزواج. فاورغون ولد المشاكل بين ماريان وخطيبها، وكادت ان تنتهي علاقتهما لولا مساعدة دورين، فقد كانت ماريان ستدفع ثمن اعجاب والدها بطرطوف. و اكبر أخطاء أورغون انه كتب كل مايملكه باسم طرطوف، فكانت العائلة بأكملها ستخسر كل شيئ. أن كل أفعال اورغون لها تأثير مباشر على عائلته، فانه المسؤول الأول عليهم، و لأجل ارضاء شخصاً قريباً لقلبه، اهمل عائلته، و اخفق فى اداء دوره كأب مما كان له الأثر السلبي على الأسرة بأكملها
بقايا صور هي سيرة ذاتية لحنا مينة تحكي عن طفولته المعذبة والفقر الشديد الذى كانت تعاني منه عائلته. انتقلت اسرته من بلداً الى آخر بحثاً عن لقمة العيش. وضع الأسرة المعيشي كان سيئا للغاية اذ كانوا يقطنون بمنزل بسيط ذو غرفتين، واحدة تجمع افراد العائلة والأخرى الحيوانات. و لم يكن باستطاعتهم ان يلبوا احتياجاتهم اليومية، فقد امضوا اياماً يتضورون جوعاً لعدم ايجادهم للقمة واحدة تسد جوعهم. حالة العاثلة الرديئة دفعت اخوات حنة منية للعمل كخادمات مما ادى الى تفرق الأسرة حيث كان والده يعيش حياة عابثة ، فانه لم يشعر بالمسؤولية اتجاه عائلته فقد وظيفة تلو أخرى مما اضطر عشيقته وقريب لهم مد يد المساعدة للأسرة
ان اهمال الوالد لأسرته في بقايا صور كان له نتائج وخيمة حيث جمع الوالد في شخصيته صفات عدة تؤول دون قيامه بدور الأب حسب المتعارف عليه، فكونه سكيراً، عابثاً، وأنانياً أدى إلى تقصيره فى دورة الأبوي حيث كان غير مسؤولاً اتجاه عائلته. انتقل الوالد من وظيفة إلى أخرى هرباً من المسؤوليات التى فرضتها تلك الوظيفة عليه. مثلاً، عندما كان يعمل عند المختار، وجد العمل متعباً فتركه دون التفكير بعائلته التى كانت تتضور جوعاً، بل غلبت عليه الأنانية. و هذا التصرف نتج على دفع زوجته اعالة العائلة بدلاً منه رغم ان هذه المسؤولية هي مسؤولية الأب فى الدرجة الأولى. ان عدم التزامه بالعمل كان واضحاً حيث كان يترك وظيفة تلوى الأخرى اذا اصابه الضجر دون التفكير بالعواقب، كما انه غادر البلدة عدة مرات تاركاً وراءه اسرة محتاجة و اجبر الوالد ابنتيه الصغيرتين على العمل فى بيوت الناس كخادمتين، فتحملتا مسؤولية توفير لقمة العيش بدلاً منه حيث امضى وقته بالسكر والعربده و قد اضطرت احدى ابنتيه العمل خارج البلدة التي يقطنون بها. ان اجباره لابنتيه على العمل فى سن مبكر سلب منهما الشيئ الوحيد الذى امتلكتاه وهو الألتفاف الأسري حول الأم. ان عدم اداء الأب لدوره ادى إلى حرمان أولاده من التمتع بطفولتهم البريئة و دفعهم لتحمل المسؤولية فى عمر مبكر. ان خطورة هذا الحرمان عالية حيث ان الطفولة لاتعوض، الساعة لاتعيد الزمن، وتجاوز هذه مرحلة الطفولة دون عيشها لها عواقب مستقبلية. الوالدة دفعت ثمناً عالياً نتيجة تصوفات زوجها، فاضافه إلى قيامها بدور الأب والأم فى آنٍ واحد، عانت الوالدة نفسياً، و اجتماعياً، واقتصادياً. و كثرة معاشرة زوجها للنساء أمام عينيها و على مرآة من المجتمع زاد في معاناتها. فاضافة الى تلك المعاناة عاانت أيضا من الناحية الاقتصادية ومن وحدة الفراق. جرح كبرياءها وانهدمت حياتها الزوجية ، فكان عليها ان تتعايش مع خيانة زوجها المهينة لكبرياؤها. كتابة حنه مينة لسيرته الذاتية اثبات قاطع لمدى التأثير العميق لتصرفات والده عليه وعلى اسرته بأكملها
تصرفات اورغون ووالد حنا مينة كان لهما أثر على عائلتيهما ولكن تصرفات الوالد فى بقايا صور كان لها الأثر الأبلغ حيث ان العائلة كانت تتعذب نتيجة اهماله. لم تستطيع عائلة حنا مينة تحمل تكاليف الحياة، فدفع كل فرد بدموعه ودمه وعرقه ليحييوا نتيجة انانية والدهم. أما فى طرطوف، لم تكن النتائج كارثية لهذا الحد. أولاً، مساعدة المير ودورين والشرطة منعت تحول تهديدات اهمال الوالد الى حقائق. كادت عائلة اورغون ان تخسر كل شيئ ولكن هذا لم يحدث نتيجة مساعدة المير والشرطة. و كادت ماريان ان تخسر خطيبها، ولكن دورين منعت حصول ذلك. فى بقايا صور، نرى ايضاً ان العائلة تطلعت الى اشخاص اّخرين للمساعدة، ولكن هذا لم يوقف من عذاب العائلة بل خففه. بالرغم من اهماله الرجلان لعائلتيهما، ان اورغون والوالد شخصيتان مختلفتان كلياً. اورغون اهمل عائلته لشدة سذاجته وطيبة قلبه، فانه كان يهتم بطرطوف ويشبه كأنه ابنه. ولكن هذا ليس عذراً لاهمال العائلة. اهمال اورغون لعائلته لم يكن مقصودا، بل نتج عن استغلال طرطوف لطيبة اورغون وضعف شخصيته. أما فى بقايا صور، اهمال الوالد كان متعمداً، فأنانيته جعلته لا يفكر في مصلحة أحد سواه. أننا لانستطيع ان تلقب اورغون بأناني لأنه اهتم في مصلحة طرطوف رغم انها كانت على حساب مصلحة عائلته. في نهاية القصة، ادرك اورغون اخطاءه، ولكن لا نستطيع قول نفسي الشيء عن والد حنا مينة. رغم ان اصابع الاتهام تتجه نحو والد حنا مينة على الوضع الذى كانت الأسرة عليه الا أن الوضع الاقتصادي والسياسي فى تلك الفترة لاشك أنه لعب دوراً فى رداءة حالتهم الاجتماعية. فى المقابل، ماجرى لأورغون يؤول لسذاجته فقط دون أي تأثير خارجي
يجب أن لا نلقب كل من ينجب أطفالا نستطيع ان نلقبه بالأب، فالأب هو الذى ينجب و يربي و يحمي أولاده، ويصرف عليهم. ليس كل رجلا قادراً على تحمل هذا الدور و القيام بواجباته، فربما يجب على هؤلاء ان لا ينجبوا لكي لا يتعذب أولادهم و يدفعوا الثمن.في الروايتين، نتج اهمال الوالدين بالتفكك الأسري و بعض العواقب الاجتماعية و الاقتصادية. نرى أن اورغون كان افضل كوالد من والد حنا مينة ولكنه بنفس الوقت لم يكن والداً جيداً. أما والد حنا مينة، فانه يحوز على جائزة اسوأ أب
سمر الأنصاري
الصف 12
No comments:
Post a Comment