Tuesday, March 10, 2009

الفشل

الفشل مرّ وقهـر.. ولكنه طريق الى النجاح، كيف؟ أورد حالة فشل مرت بك وكادت ان تحبطك، لولا إرادتك وعزيمتك
الفشل يحطم معنويات المرء ولكن يرفعها مرة ثانية. الفشل يجعلك ان تشعر بأنك إنسان تافه بلا قيمة، ولكن بعدما تتعلم من أخطائك، تشعر بأنك نضجت وأصبحت أفضل. الفشل ليس فقط فى مجال الدراسة والعمل، بل في كل أمور الحياة. فإنني فشلت كصديقة
كوني طالبة البكالوريا الدولية، لدي الكثير من العمل والدراسة، لدرجة أن أحياناً أعيش في عالم لوحدي من كثرة العمل. نتيجة من العمل الهائل، أحياناً لا أرى كل صديقاتي ولا يوجد عندي وقت لأتصل بهن وأسألهن عن حالهن. قبل أسابيع قليلة، كنت مشغولة جداً، لحد أنني شعرت بأن لا يوجد وقت لآتنفس فيه، فلم أسأل عن صديقتي ليــال كثيراً. كنت أراها أحياناً فى المدرسة، ولاحظت ان الحياة قد اختفت من وجهها، ولكن أقنعت نفسي إنها على ما يرام وربما كانت تمر بيوم سيئ. مرت الأيام والأسابيع، ولم يوجد عندي الوقت لأمضيه معها. استمرت هذه الحالة لبضعة أيام، ولكن فى يوم واحد كل شيء تغير. أتت إلي ليـال والدموع تسيل من عينيها باستمرار، فكانت شاحبة اللون واضعف. خفت وسألتها ما بها، فقالت لي كل شيء، قالت لي: "يا سمر، فى هذه الأسابيع الماضية كنت أبكي كل يوم، فأنني فى حالة إكتئاب شديدة. توقفت عن الأكل ولجأت للتدخين للمساعدة، فأنني شعرت بالوحدة وظننت ان لا أحد يهتم بي. أنا آسفة انني قلت لك كل هذا الآن. ولكن احتجت إن أتحدث معك!" انفجرت في البكاء، وأبكتني "معها ، فضممتها الى صدري وهمست في أذنيها، " إنني هنا الآن ضممتها ، لن أرحل وأتركك وحيده ؟
ذهبت الى البيت ذلك اليوم بحالة تعتبر إحباط شديدة, فأنني فشلت كصديقة. كنت مندمجة فى دراستي لحد أنني نسيت عن صديقتي المفضلة. أنني رأيت مظاهر الاكتئاب على وجهها ولكن لم اعتقد ان المسألة خطيرة !! لم أعطِ صديقتي بعض من وقتي لكي أسألها عن حالها وأزيل عنها ألم الوحدة المرة. كانت صديقتي بحاجة لي، ولكنني كنت عمياء. فاهتممت بمصلحتي ونفسي ونسيت صديقتي الغالية
بعد لوم نفسي والبكاء على تصرفاتي، بدأت بالتفكير. كيف يستطيع البكاء أن يساعدني؟ صديقتي بحاجة إلي، فعلي ان أمد لها يدي وأساعدها. فشلي كصديقة جعلني استيقظ من سباتي العميق، فأراني المشاكل التي تمر بها صديقتي، فبدأت أتصل بها بالتزام، واقضي الكثير من وقتي معها لكي أظهر لها استعدادي لمساعدتها، معاً استطعنا ان نأتي بحلول لمشاكلها. الآن صديقتي ليست في حالة اكتئاب وأصبحت تقول لي ما كانت تخفيه عني قلبها الثقيل من قبل. لو لم أفشل لم أستطع بمساعدة صديقتي، ففشلي أظهر لي حالتها النفسية. ففشلي كان مثل الساعة التي أيقظتني من سباتي العميق فشلي كان وسيلتي لمساعدتها، فأحمد الله سبحانه وتعالى على هذه التجربة لأنني أشعر الآن بأنني أصبحت صديقة مهتمة بصديقاتها
هذه التجربة غيرتني، فأعرف الآن أن مهما كان لدي من العمل ، عليّ أن امضي وقت مع الشخصيات الرئيسية في حياتي، فهم قد يمرون بأوقات صعبة. تعلمت أيضاً أن أشارك في عالمنا الحقيقي ولأعيش في عالم يدور حلو العمل والدراسة
سمر الانصاري
الصف 11،3


No comments: