Saturday, September 06, 2008

زينات المنصوري كتبت

....عامان مرا كأنهما الدهر
....عامان مرا كأنهما الأمس
....أشعر يا رنده بك وبأيامك كيف تمر
....أشعر يا رنده بك و كيف يتم حساب الوقت لديك
.... هو طرفة عين تارة ، فحبيبة قلبك ما زالت تسكنه
.... هو دهر تارة أخرى ، فالشوق أخذ لحبيبة قلبك ما أخذ
،الكلمات التالية كتبتها في ذكرى السنة الأولى لسمر

،حبيبتي سمر

لا أعلم لم يتحرك القلم في يدي الآن، ولا أعلم ماذا أريد أن أكتب لك، والى أين ستقدني مشاعري التي تركت لها أن تأسر يداي وتسيطر على ما تخطه من كلمات .... لا أعلم لم أريد أن أكتب لك أنت بالذات يا صغيرتي الحبيبة في هذا الوقت رغم أنني كنت طوال عام رحيلك أتحدث إليك شفاهة ولم أجرؤ على مسك القلم لأحرر حديثي لك

هل أريد أن أحكي لك عن أ مر رأته عيناي منذ عام وما زالت تراه نفسي حتى الآن؟ هل أريد أن أسمعك كلمات سمعتها أذناي في ذلك اليوم و ما زالت تسمعها نفسي حتى الآن؟ هل أريد حقا ذلك ونفسي تحدثني بأنك في مكانك الجديد ترين وتعلمين أكثر مما أرى وأعلم .... وأن حدودك هناك أوسع من حدود عالمنا المحدود

لا أدري ....صدقيني يا حبيبتي .... لربما أريد بذلك أن أتواصل معك، وأن أقول لأمك شيئا ما.... أو لربما أريد بذلك أن يخرج شيء من داخلي ويجد مكان له عندك.... وقد أريد أن يعلم بذلك الجميع كيف يترجل الحزن ويصمت خجلا أمام أم تحاول أن تودع صغيرتها وهي ترحل عنها وتسبقها إلى عالم نعلم أنه موجود إلا أنه مجهول

يا الهي كيف لأم ملتاعة وثكلى أن تحمل قلبها بيدها وتعصره لتسكن الحزن و ألمه.... وهي بذلك لا تريد له أن يعصرها وتنسى أنها أمام ساعات محدودة ترى فيها وجه صغيرتها الجميل .... هكذا كانت أمك يا سمر وأنت أمامها ملفوفة كالعروس بالبياض وتفوح منك رائحة العنبر الممزوج بعطرك الفرنسي الذي تحبينه.... لم تترك أمك فرصة للحزن أن يأخذ منها لحظات وداعك....عندما قررت الذهاب إليك حيث كنت ترتاحين قبل رحيلك الأخير فلم تنسى أن تأخذ عطرك معها...."سمر تحب كل ما هو جميل"....هذا ما قالته أمك لنا

هذه أنت يا سمر.... وهذه أمك تحدثك وتناجيك.... تقول لك عما تشعر به اتجاهك....تحاول بكل ما تملك من قوة أن تقودك إلى مكانك الجديد.... لقد كانت معك في أول سفرة وفي كل شئ....فهل تترك لحزنها على فراقك أن لا تكون معك في رحيلك الأخير؟

كانت لها تجاربها السابقة في كل ما مررت به.... وتحدثك بتجارب الأم المتمكنة، فأنت آخر العنقود.... ولكن في رحيلك الأخير و المفاجئ...لم تكن تعلم من الأمر شئ....إلا أنها لم تترك للحزن أن يأخذ ما يمكن لها أن تشاركك فيه
ها هي تقرأ لك القرآن وتدعو لك....وتقول أنها ستأتي إليك عندما يحين وقتها.... يا الهي ...."ليس بيدي يا حبيبتي .... لم أقرر أنا أن أتركك وحدك.... ولكنها إرادة الله"...."أحبك يا سمر وقلبي راض عنك".... كانت أمك تحاول أن تكون معك وأنت تعبرين الطريق إلى عالمك الجديد
يا الهي أي اختبار أقسى من ذلك؟....وأي صبر وإيمان أكبر من ذلك؟....لم تجزع أمك ولم ترهب.... جعلت تحدثك وتدعو لك وتقرأ لك وتعطرك....هاهي تحملك بين ذراعيها وتضمك بقوة....تقبل رأسك .... يدك... . قدميك.... تراك.... تتفحصك....لم تفوت لحظة من وجودكما معا دون أن تتواصل معك

لم تبكين يا سمر؟".... يا الهي ....نزلت دموعك احتراما لصبر أمك....ورغبتها في العطاء المستمر لك....لو أن أمك حدثتني بالأمر لقلت لنفسي تهيأت أم ملتاعة وثكلى....ولكن رأت عيناي عيونك تذرف الدمع الصامت.... بعيدا عن أي تفسير علمي .... فالقلب والنفس تفسران أيضا.... ألم تذرف السماء دمعها مطرا صيفيا في ذلك اليوم السبتمبري يا عزيزتي؟
زينات منصوري
4\9\2007

No comments: