أبي، أحزني هو الذي عنه الكثير من الأدباء كتب وما ذكرته الخنساء وغيرها بالرثاء في روائع الأدب؟ لا اعتقد! فألمي لا يوجد مرادفا له بقواميس الغرب والعرب ولا وصفا لما في عيوني من آسى وغيوم وسحب ولا تعبيرا صادقا لوجعي وحرقة قلبي الذي ينتحب أبي، هل لديك اليوم قولا آخر من كلامك الحلو العذب؟ كلام الأمس الذي كنت تردده كي لا أحزن وأكتئب حمليني نصف همك يا ابنتي، سأريحك من التعب "فنصف الألف خمسمائة، أعطيني نصفا يا من أحب كيف ستشاركني اليوم بنصف؟ إنه لأمر صعب أعلم أنك تود لو تأخذ مني الألف، يا أبي المحب وتعيدني إلى ابنة الأمس، قبل أن سمرا تغب وتضمني إلى صدرك، صدرك الواسع الرحب وتطمأني بقولك "إن خبر موت سمر إشاعة وكذب صدقيني يا ابنتي وأزيلي عنك الهم والكرب "ستعود الحبيبة وتنير حياتك وتضئ لك الدرب عذراً أبي، أنظر إلي وحدق في عيوني عن كثب أترى الألف نصفا أم ضعفا أم كما يجب؟ كلام الماضي كان يفعل المعجزات والعجب وكان يزيل همومي و يهدئ قلبي المضطرب ولكن ابنتك اليوم لا نصف لفجيعتها كيفما أحتسب فقد فقدت يا أبي قطعة مني وأغلى من أحب |
رنده ربحي حما ده
(أم سمر)
جميع الحقوق محفوظة للمؤلفة ©2007
No comments:
Post a Comment