اليوم هو اخر يوم في العام ومعظم الناس تتطلع الى الليلة "ليلة
رأس السنة" وقد قاموا مسبقا بكافة الاستعدادات لهذه الليلة المرتقبة التي
يودعون بها عاما ويستقبلون بها عاما جديدا. لقد زاد الاهتمام بهذه الليلة في الدول
العربية بالعقود الأخيرة ورغم ما تمر به شعوبنا من ظروف فان هذه الليلة تحظى كالمناسبات
الدينية بالاهتمام الشخصي والأسري والمجتمعي. كما أصبحت بعض مدننا العربية محط
انظار العالم متطلعين الى ما ستقدمه في هذه الاحتفالية من جديد. لا اعلم كيف بدأت
الاحتفالات بهذه الليلة وما وراء كل هذا الفرح بقدومها. هل هو مبني على السعادة
بانتهاء عام متأملين أن الذي يليه سيكون أفضل؟ أم انه الفرح بأننا سعداء الحظ كوننا
عشنا لنشهد قدوم العام المرتقب؟ أم غير ذلك؟
كنت مثل هؤلاء الناس أحتفل برأس السنة منذ صغري الى أن أخذ عام 2006 معه
ابنتي الغالية سمر. ومن ذلك الحين وأنا أشعر بثقل بصدري وكأن صخرة جثمت عليه، وينتابني
الحزن مع اقتراب التاريخ. لقد رحلت حبيبتي، ابنتي الغالية سمر في سبتمبر من ذلك
العام وكانت كغيرها من الصبايا تطلع لهذا اليوم وتخطط له. لن أنسى آخر ليلة رأس
سنة في حياة سمر. لقد طلبت من زوجي وأولادي أن نأخذ صورة عائلية قبل أن نخرج من
المنزل للاحتفال برأس السنة. لم نكن بالسابق نفعل ذلك بالسنوات الماضية. ربما
شعوري كأم دفعني من حيث لا أدري الى الطلب من الأسرة أن نأخذ صورة تذكارية. حقا
انها تذكارية فرأس السنة في ذلك العام كان آخر واحد لنا كعائلة وصورتنا هي الصورة
ما قبل الأخيرة لنا كأسرة قبل رحيل غاليتي. في ذلك المساء كانت حبيبتي سمر الأكثر
سعادة بيننا غير مدركة في حينها بان هذه الليلة هي اخر رأس سنة لها. كانت سمر
كعادتها أنيقة ومتألقة وابتسامتها الجميلة تزين وجهها وقد لبست فسطانا أسودا جميلا
كنا اشتريناه معا وزينت رقبتها الجميلة بعقد واذنيها بحلق من تصميم عزة فهمي اقترضتهم
مني لأعجابها بهم
لقد فقد رأس السنة بهجته منذ رحيل ابنتي بل أصبح قدومه يؤلمني لشعوري بأن
عام آخر آتي دون وجود حبيبتي معي. وعند اقتراب الموعد في كل عام يدور شريط ذكريات تلك
الليلة في مخيلتي. أحزن كثيرا لأنني سأستقبل عاما جديدا من غير ابنتي الحبيبة وبأن
رصيد الأعوام التي عشتها دون غاليتي سيزداد عاما آخر. ان هذه المناسبة تتعبني ولا
أعتقد أن أحدا يفهم شعوري إلا الأمهات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن ومروا بمعاناة
تشبه معاناتي
أتمنى ان يحفظ الله عز وجل لي أبنائي عمر وقدر وأن يحمل لهما العام
الجديد كل خير ويحقق لهما امنياتهما وأن يبعد عنهما أي مكروه وان يزيدني صبرا على
فراق غاليتي سمر
.كما أتمنى من الباري أن يحفظ زوجي وأهلي وأصدقائي ويديم عليهم
الصحة
رنده ربحي حماده
1 comment:
الله يرحم اختنا الغالية سمر
Post a Comment