Monday, February 04, 2008

أمي، كم تتعذبين

أمي، أعلم أنك لست وحدك لفراقي تتعذبين
ولكنني أعلم أيضا أنك أكثر المعذبين
فالأم اصطفاها الخالق رب العالمين
فريدة في العطاء لأولادها حتى الراحلين
لذا أعلم يا أمي كم تقاسي وكم تتألمين
فأبعث لك رسائلي مع الأغراب والمحبين
أرسلها لعلك يا أمي تطمئني وترتاحين
عندما أدرك بأنك بهذه الأيام تتعذبين
فأنت التي تبكيني عندما يضحك الضاحكين
ولا مكان للفرح عندك يا أعز المحبين
والتي أسمع دعاءك لي، كلما تسجدين
والتي لا يعلم إلا الله الحزن الذي تكتمين
فما تظهري، ما هو إلا قطرة من الأسى الدفين
الأيام تجري وأنت وحدك يا أمي، تقفين
ودائما آخر يوم في حياتي تتصورين
والمشاهد كلها كشريط تعيديه وتتخيلين
اذكري الأيام التي كنت بها معي تسعدين
وتضميني إلى صدرك الحنون، وتقبلين
واذكري، كم مرة جففت دموعي وكم كنت تواسين
أمي ،أعلم أنك تودين أن تحضنيني وتبكين
اصبري يا أمي، فالصبر أجره كبير عند رب العالمين
أدرك بأنك تعلمين بأن جميعنا بالموت موعودين
ولكنك لم تتوقعي أن أكون أول المفارقين
وأعلم أنك رغم هذا كله، من الشاكرين
لله حتى لو أخذ منك أقرب الأقربين
والموت أصبحت يا أمي لا تخافيه ، ولا ترهبين
ولكنك على إخوتي من النسمة بت تخافين
أمي، أعلم أن رغم الحزن الذي به تظهرين
امرأة مؤمنة، قوية لعلها من الأولياء الصالحين
فأنا اختارني الله أن أكون من السابقين
وأنت بإذن الله الواحد الأحد يوما بي ستلحقين
وسنلتقي يا أمي إن شاء الله معا ومع المؤمنين

رنده ربحي حماده
(أم سمر)
جميع الحقوق محفوظة للمؤلفة© 2008

No comments: