Monday, December 04, 2006

الى جدتي العزيزة

الى جدتي العزيزة


سأحكي اليوم عن امرأة عظيمة في حياتي ومهمة، هي جدتي. الكل يحكي عن الناس الذين اخترعوا أشياء أوأشخاص مهمين، ولكنني أنا سأتحدث عن ربة بيت أثرت فى حياة حفيدتها من فرط كرمها وحنانها
ولدت جدتي فى نابلس فى فلسطين وسكنت هناك، عندما بلغت الخامسة عشر من عمرها خرجت من المدرسة قبل أن تأخذ شهادتها وتزوجت من جدي الذي بلغ 30 عاماً فى ذلك الوقت. أنجبت جدتي خمسة أولاد، ثلاث بنات وولدين، وكانت أمي الوسطى. لم تسكن جدتي فى مكان محدد فقد تنقلت من بلد لبلد وذهبت من فلسطين الى لبنان و الى عمان والى الرياض فى السعودية. لم تعرف معنى المنزل، لأنها أضاعت منزلها، أضاعت فلسطين، وفارقت أهلها للمرة الأولى إلى مكان غريب عليها. ربت جدتي أولادها بشكل ممتاز
الآن تعيش جدتي فى الرياض، السعودية. وكل سنة تذهب الى عمان، الأردن وتجلس هناك بضعة أشهر، بين فترة وفترة نذهب لها أو هي تجيء إلينا، وأتحدث إليها عن كل شيء يخطر ببالي لآخذ رأيها عن الأشياء التى سأفعلها والأشياء التى لا أفعلها. نعم أنها لم تكمل دراستها الثانوية، ولكن هي من أذكى الأشخاص الذين أعرفهم وهي مليئة بالمعلومات المفيدة
جدتي، إفتكار عزالدين كمال تلاعبني كل يوم بعد أن تشرب القهوة التركية اليومية. تارةً نلعب برجيس وتارة أخرى أنا أتمدد وأحط رأسي على حضنها وهي تلعب فى شعري وتقول لي عن أيام زمان. وعندما أفارقها أتصل بها لكي أسمع صوتها الحلو ولكي يذهب الحزن عن إحساسي لفراقها.
اليوم فى السيارة سمعت جدتي أغنية قديمة من ايام زمان وبدأت تغني، فامتلأ وجهها بالفرح، وتسألت هل هي مشتاقة لأيام زمان؟ أكيد .. ولكن لماذا؟
الكل يعرفها بعائلتي بتيته الموز، لأنها دائماً تطعمنا الموز لكي لا نجوع. عندما لا نريد أن نفعل شيء إليها، دائماً تقول حلفت ونحس باننا مجبرين، ونفعل ما تريد. فأنا دائماً أتسأل، هل هي حلفت أو فقط تقول هذا؟ جدتي دائماً تتحدث عن فلسطين وأكثر شيء أريد أن أفعله فى الدنيا أن أحررها لها وأعطيها إياها كهدية، ولكني أعرف أن هذا لن يحصل
جدتي، أنت من أكثر الناس الذين أحبهم، فأنت امرأة فريدة، شكراً لكل ما فعلتيه ولم تفعليه، شكراً للهدايا، وشكراً لأنك جدتي وأشكر الله على هذه النعمة. ماذا سأقول للناس عنك: هل أقول جدتي عندها رغبة أن دائماً تجدل شعري، أو أقول جدتي أحضرت لي جبنة جدولة من السفر معاها يوم قبل ما تسافر. لا، لن أفعل هذا، سأقول أنا سمر الأنصاري عندي أفضل جدة فى العالم، أفتكار عزالدين كمال، امرأة بسيطة ولكنها مثقفة ومتمكنة في أشياء كثيرة
...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمر الانصاري
الصف الثامن أ

1 comment:

Anonymous said...

أم سمر الغالية..ماذا أقول لك..و قد حركتني كلمات سمر ...و روحها و أحاسيسها..كانها صديقتي...تصغرني بست اعوام لكن رأيت فيها الكثير من روحي الحرة المبدعة الطموحة..

لن أعزيك بها اليوم..لأن روح بهذا الجمال و الألق و الحلم تحيا و تحلم و تتنفس بيننا..

محبتي

منار
wwww.manarova.blogspot.com