Friday, August 01, 2008

الإعتــــذار

أدركت أهمية الإعتذار بعد خسارة كبيرة .. خسارة صديق كان غالياً عليّ وبعد عمر طويل من الحزن ، والندم، والضعف الشخصي، ها أنا ذا اليوم أكتب عن أهمية الإعتذار . البعض يظن أن الإعتذار يعتبر ضعفاً شخصياً، ولكن هذه دعاية كاذبة عن الإعتذار. الإعتذار يدل على القوة فالمعتذر، هو الإنسان الشريف الذي يستطبع الإعتذار والتغلب على فخره والاعتراف بأنه مخطيء. فأنا أقف أمامكم اليوم، ضعيفة
ياحليل سمر، وبدر، الله يخليهم لبعض أن شاء الله" كان القول على لسان كل شخص يرانا مع بعض. وكان بدر من اعز أصدقائي، فالتقيت به قبل أن ادخل الحضانة وبالرغم من عدم وجوده في المدرسة استطعنا أن نبقى أصدقاء. كبرت معه وعلمتنا الحياة دروس مشتركة، فكنا نفعل كل شيء معاً، حتى أن أمهاتنا كانا يفرحن ويقولن أنهما سيزوجوننا لبعض فكنا نضحك أنا وبدر، فإننا لم نحب بعض إلا محبة الصديق لصديقة. يوم من الأيام قررت أن أقيم حفلة عيد ميلادي، فدعوت كل أصدقائي، وكنت متحمسة جداً لأنها كانت ستكون أول مرة يتعرف أصدقائي في ابن خلدون على صديقي الحميم بدر. حان موعد حفلتي وذهبت لاستقبال الضيوف متوقعة إن بدر سيكون أول ضيف. ولكن زاد عدد الضيوف ولم يأت بدر، فشعرت بالحزن وخيبة الأمل والغضب. كل صديقاتي سألوني عن تأخير بدر ، ولكنني ابتسمت ابتسامه مزيفة رغم أن خلف ابتسامتي كان يوجد بحر من الدموع. لم يأت بدر و صعدت الى غرفتي حاملة الهدايا وقلبي ثقيل وبكيت

بعد يومين أتى بدر إلى منزلي وحاول أن يشرح لي ما حصل، فقال: "أنا أسف سمر ، ولكن والدي فجأة أخذني إلى المطار وسافرت إلى السعودية
"لا أريد أن أعرف سبب سفرك، ولكن لماذا لم تتصل بي لكي تخبرني؟
" (لم أجد هناك طريقة، والله حاولت " ( لم يكن هناك الهواتف النقالة فى ذلك الوقت
- " أخرج من هنا، واخرج من حياتي، فانك جرحتني " قلت بغضب مزيف لأنني لم أكن غاضبة من بدر، لما عرفت أن ظروفه لم تسمح له أن يأتي، ولكنني لم أود أن أعترف بخطئي، الذي كان وصولي لاستنتاج سريع ولم أرد أن أقلل من قيمة دموعي. لا أعرف كيف أشرح هذا بالضبط، ولكن لم أرد أن اجعل الدموع التي بكيتها والغضب الذي شعرت به بلا قيمة. استمر بدر بالاتصال بي كل يوم ليعتذر، وكنني لم أجب على الهاتف. مرت أسابيع مؤلمة، وفي أحد الأيام كنت جالسة على المائدة وقالت لي أمي " سمر، هل ودعتي بدر البارحة ؟

" هل ودعته ؟! ولماذا ؟ "
- " انه سافر إلى الرياض، فوالده فتح مكتباً هناك، ولهذا السبب لم يستطع أن يأتي بدر لعيد ميلادك، لقد سافر لكي يقوم بامتحان
دخول لأحسن مدرسة في الرياض
بسبب فخري وعدم نضجي خسرت صديقاً غالياً عليّ لقد كنت ضعيفة ولم أعتذر لسلوكياتي، أما بدر فقد اعتذار بالرغم من عدم قيامه
بخطأ، وكان هذا موقف قوة. أنا أعيش الآن في عالم من الندم والحسرة وكلمة " لو " واقعة على لساني
سمــر الأنصاري
الصف 3-11

No comments: